سألني صديقي الحائر عن العنف الذي يجري وأسبابه، قلت له: أري فئات ثلاث تقف من وراءه.
وقبل أن أشرح وجهة نظري ثار في وجهي قائلا: كفاك تنظير!! انها ثورة شعب بأكمله!!
والحقيقة انني ضبطت أعصابي بصعوبة بعدما كدت أن انفجر في وجهه وقلت له: لا يا حبيبي!! كان غيرك أشطر! أنا والحمد لله ثائر من زمان وشاركت في ثورتنا بيضاء وسلمية برغم قسوة الدولة في مواجهتنا!! لم نكن نقطع طرق وكباري وخطوط المترو والسكك كانت شغالة طبيعي! ولم يكن بيننا من يحمل أسلحة ويرتدي ملابس سوداء رافعا شعار »الدم بالدم«!!
وعدنا إلي موضوعنا الأصلي وشرحت لصديقي الحائر الفئات الثلاث التي تقف وراء ما نراه من تخريب! وقلت له: اثنان منهما غرضهما تدمير مصر رافعين شعار »عليّ وعلي أعدائي«! والفئة الأخيرة مسكينة!! وبالطبع طرحت الدهشة علي وجهه وسألني يعني إيه!! قلت له: هناك أولا أنصار فرعون المخلوع والحزب البائد وأعضاء الوطني السابق! ورجال الأعمال المشبوهين ولجنة السياسات، وكل هؤلاء تضرروا بشدة من الثورة ولا مانع لديهم من الانتقام بتوليع مصر كلها! والفئة الثانية التيار العلماني المتطرف الذين يريدون قلب نظام الحكم ولو بالدم والتخريب والتدمير!! ومع هؤلاء جميعا يوجد البلطجية ودعاة العنف خاصة الذين ظهروا مؤخرا يرتدون الملابس السوداء، ومظهرهم يعبر عن جوهرهم، فهم يريدون كل شيء في مصر سواد في سواد.
وعندما سألني صاحبي عن الفئة الأخيرة المسكينة من الذين يشاركون في العنف قلت لهم انهم الأكثر عددا وهم الشباب العاطل والصبية الصغار الذين فقدوا الأمل، ولا مستقبل لهم، وشعروا ان هذا البلد لم يعد بلدهم فسعوا إلي تدميره! والقوة وحدها لا تكفي مواجهتهم، وإلي جانب ردعهم لابد أن تسعي الدولة إلي احتضانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق