ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 21 فبراير 2013

المصري اليوم, بنت مصر الثورية بين نارين!

هناك كتاب رائع لإمام عصره الشيخ محمد الغزالى، رحمه الله عنوانه: «المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة»، يقصد تلك الموجودة ببلادنا ولا تمت إلى إسلامنا الجميل بصلة، وأخرى مستوردة من بلاد الخواجات!
والمشهد السياسى فى مصر أفضل ترجمة لهذا الكلام الصحيح، وقبل أيام سمعنا أصواتا فى مجلس الشورى تتحدث عن ظاهرة التحرش وتقول إن بنت مصر الثورية هى المخطئة لأنها قررت الذهاب إلى ميدان التحرير، فاستحقت ما جرى لها! بالذمة ده كلام؟ كيف يتحول المجنى عليه إلى جان؟ هل نسى هؤلاء أنه فى أيام الثورة التى أطاحت بالنظام البائد كانت بنات حواء مع أبناء آدم فى مكان واحد بالميدان رمز الثورة لمدة زادت على أسبوعين وبينهم كل التقدير والاحترام والأدب والأخلاق؟! لكنها عقلية الرجل الشرقى أو سى السيد صاحب التقاليد الراكدة التى تحدث عنها شيخنا الغزالى عليه ألف رحمة.
وإذا نظرنا إلى الصورة فى جانبها الآخر، أو جبهة الإنقاذ، نقول إنها لا تقل سوءاً، يزعمون أن نظرتهم إلى المرأة أكثر تقدمية من الإسلاميين، ومع ذلك تجد كل من فى قيادة المشهد من أبناء آدم ونادراً ما تجد امرأة عندهم من القيادات.. وتتساءل عن أسباب ذلك مع أن سيدتى دورها أساسى فى الثورة المصرية.. إن هؤلاء الليبراليين تعيش فى أعماقهم أيضاً عقلية الرجل الشرقى، حتى ولو ادعوا غير ذلك بدليل غياب سيدتى من المشهد السياسى، رغم أن معظمهم من أنصار «التقاليد الوافدة» بتعبير الغزالى ولكن بعقلية شرقية كما يؤكد واقع الثورة، فالمرأة لا يسمح لها بالقيادة! وبدلاً من أن يسارع هؤلاء إلى إدانة التحرش والمطالبة بتشديد العقوبة على المجرمين لتكون رادعة رأينا من يتهم ميليشيات الإخوان بأنها هى التى تقف وراء هذا الأمر لمنع المرأة من المشاركة فى الاحتجاجات، وهذا الكلام أراه بمثابة نكتة ولكنها سخيفة. وهكذا أصبحت سيدتى بمثابة كورة تتقاذفها الأقدام فى الصراع السياسى الدائر، افتقدت الحب الحقيقى المجرد من الهوى من الجميع، فهل يعقل أن تنجح ثورتنا والمرأة فى هذا الوضع البائس؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق