ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 3 فبراير 2013

أولاد البلد - الوفد, بلادى تحتاج إلى أخلاقيات سراج الدين

فى الأسبوع الماضى تحدثت عن احتفال الشرطة بعيدها، وقد أصبح فى خبر كان لأنه فى ذات توقيت ذكرى قيام الانتفاضة الشعبية الكبرى، وقلت إن بطل المناسبة المرحوم فؤاد سراج الدين توارى عن المشهد وهو سعيد وفرحان بثورتنا المجيدة لكنه فى ذات الوقت خائف على بلدنا.
والجدير بالذكر أننى كنت قريباً من مؤسس الوفد الجديد لسنوات طويلة ومنذ اللحظات الأولى لإعادة تأسيس الحزب العريق أيام الرئيس الراحل أنور السادات حتى إن «سراج الدين» عليه ألف رحمة اختارنى دون غيرى لكتابة خواطره عن الحياة السياسية قبل استيلاء الجيش على السلطة سنة 1952، وكان ينشرها فى العدد الأسبوعى من الوفد.
وصديقى الراحل الكبير كان يتميز بأخلاقيات تحتاجها بلادى بشدة هذه الأيام ومنها مثلاً أنه لم يعرف أبداً اليأس والإحباط ورأيته متفائلاً حتى فى أشد اللحظات سواداً عندما كان السادات يهاجمه فى روما، بينما سراج الدين لا تفارقه ابتسامة واسعة ومعها السيجار الشهير بالطبع!! فإذا سألته عن سر تفاؤله رغم ظروفه الصعبة أرجع ذلك إلى أنه يعيش بالأمل لأن ربنا كبير، وهذا التفاؤل والأمل نحتاج إليه بشدة هذه الأيام، حيث إن اليأس أصاب الكثيرين، وبهذه المناسبة أقول لك إن الزعيم الراحل سعد زغلول بريء من تلك الجملة التى نسبت إليه حيث زعموا أنه قال لزوجته «صفية» قبل موته مباشرة: مفيش فايدة!!
وسراج الدين عليه ألف رحمة تميز كذلك بقدرته على الانفتاح الإنسانى والرئيس الراحل السادات وضع شروطاً بدا أنها شبه مستحيلة تمنع قيام حزب جديد، لكن قائد الوفد استطاع تجاوزها جميعاً بسبب انفتاحه على الجميع، ونجح فى جذب العديد من أعضاء مجلس الشعب فى ذلك الوقت إلى جانبه وهكذا قام الحزب وكانت مفاجأة كاملة لحاكم مصر، وبعدها بسنوات نجح فى تحقيق مفاجأة كبرى تمثلت فى تحالف هو الأول من نوعه فى تاريخ مصر بين أكبر حزب ليبرالى ببلادى وهو الوفد مع كبرى الجماعات الإسلامية المتمثلة فى الإخوان المسلمين مما شكل قوة ضخمة ومؤثرة فى مواجهة فرعون وحزبه.. ومن فضلك قارن بين انفتاح مؤسس الوفد الجديد على مختلف الأطياف السياسية، وما نراه حالياً من استقطاب حاد ببلادى لتصيبك الحسرة على الأوضاع التى وصلت إليها مصر وتقول: فينك يا سراج الدين!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق