ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الخميس، 2 مايو 2013

المصري اليوم-, الأقباط وخرطوش الكلام

أظن أن حضرتك موافق على أن العلاقات بين شركاء الوطن ليست على ما يرام!.. والدليل على ذلك الفتن الطائفية التى تطل برأسها وقد كثرت فى السنوات الأخيرة.
وأحلم بعلاقة حلوة بين التيار الإسلامى والأقباط، وهزيمة المتطرفين والمتعصبين فى كلا الجانبين، ففى هذه الحالة فقط سنرى مبدأ المواطنة قد ساد وحدث تغيير حقيقى نحو الأفضل فى بلادى .
وهذا الحلم لن يتحقق فى المشمش! بل يمكن أن نراه فى الواقع، ومن منطلق إسلامنا الجميل أطالب التيار الإسلامى بأمور ثلاثة أولها توثيق العلاقات الشخصية مع المسيحيين، يعنى كل واحد منا تكون له علاقات جيدة مع الأقباط المحيطين به، وبعد نشر مقالى هذا عندى قائمة طويلة عريضة من أصدقائى المسيحيين سأتصل بهم بإذن الله لتقديم التهنئة لهم بعيدهم وكذلك شم النسيم وقرأت كلاماً مزعجاً لبعض المتطرفين يزعمون أن تهنئتهم حرام!.. وتلك الكلمة الأخيرة انتشرت جداً لدرجة أنها أصبحت منافسة لكلمة السلام عليكم من كثرة استخدامها!.. وبلادى تشكو من الفوضى فى الشارع وبلاك بلوك والمولوتوف والخرطوش والفوضى فى الفتاوى أشد خطورة وتحريم التواصل مع الأقباط لا يقل خطورة عن الخرطوش الذى يستخدمه دعاة العنف بعيداً عن الاحتجاجات السلمية.
والأمر الثانى المهم جداً يتمثل فى مبدأ المساواة، وحضرتك إذا نظرت إلى مختلف المناصب الكبرى لا تجد أقباطاً فى مواقع المسؤولية إلا قليلاً أو قل نادراً، وهذا الوضع لا يتفق مع أحكام الإسلام فضلاً عن تنافيه مع مصالح الوطن! وثورتنا لا دخل لها فى هذا الأمر، فهو من ميراث العهد البائد، لكن بعد مرور سنتين على قيام الثورة لايزال الوضع محلك سر فهل تشهد الأيام المقبلة تقدماً إلى الأمام أم تنتصر عقلية التشدد فى التيار الإسلامى؟
وكلامى سالف الذكر ينطبق أيضاً على حرية العبادة، وقد أزعجنى كلام رأس الكنيسة أن الأقباط لم يحصلوا على ترخيص واحد لبناء الكنائس بعد قيام الثورة.. طيب ليه؟.. مع أن ثورتنا شارك فيها الجميع وكان المسلم مع القبطى فى ميدان التحرير حتى سقوط فرعون، وعلماء الإسلام الثقات الذين ينتمون إلى مدرسة إسلامنا الجميل يؤكدون حق أهل الكتاب من المسيحيين واليهود فى بناء دور العبادة متى احتاجوا إليها.. وتلك المشاكل تدفعنى إلى المطالبة بإلحاح بأهمية وجود «قبطى» يحظى بثقة الكنيسة يكون مستشاراً للرئيس لشؤون المواطنة مهمته تسهيل التواصل بين الجانبين وبناء الثقة وحل الأزمات، وتحقيق المطالب المشروعة ويا ريت هذا الاقتراح يحظى بالاهتمام!.. وتحقيقه سيكون ولا شك خطوة متقدمة إلى الأمام.. وإلى أصدقائى الأقباط فى كل مكان.. كل عام وأنتم بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق