ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 29 مايو 2013

المصري اليوم-, حبيبك وبغيضك.. هوناً ما

هناك حكمة تعجبنى ويؤكد البعض أن قائلها هو نبى الإسلام- صلى الله عليه وسلم: «أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما.. وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما»، وبصرف النظر عن قائله فهو كلام جميل ويستحق وقفة لأنه دعوة إلى التوسط فى الحب والكره، فإذا فعل الإنسان ذلك فإنه سيكون إنساناً متوازناً تنطبق عليه وعلى أمثاله الآية القرآنية: «لكى لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم»، وأرجو من حضرتك أن تتأمل جيداً هذا الكلام الربانى لتعرف هل ينطبق عليك أم لا!! وفى المقال الأخير تحدثت عن التعصب فى الكراهية والحب الذى نراه بوضوح ونحن نتحدث فى السياسة مما أدى إلى قسمة البلد قسمين: واحد يكره الإخوان والرئيس جداً جداً، وكل ما يفعلونه مرفوض مقدماً حتى ولو كان إيجابياً..
 فتحرير الجنود المختطفين نتيجة صفقة قذرة وليس عملاً عظيماً!! وهكذا النظر إلى كل ما هو قادم من رئاسة الجمهورية وفى مواجهة هذا التعصب الأعمى الشرير تجد بلوى أخرى لا تقل خطورة عن الأولى وهى الدفاع بالحق والباطل عن الريس والإخوان وهكذا تجد بلادى بين نارين كلاهما مرفوض وإلى كل هؤلاء أقول: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ماء وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
وإذا انتقلنا إلى الحياة الخاصة للناس نجد أن عدم التوازن والحرص على تلك الحكمة يؤدى إلى كوارث! وكثيراً ما تجد شباباً تزوجوا بعد قصص حب رائعة ولا فى الأفلام العربى وليالى ألف ليلة.. وفجأة يتم الطلاق ويصاب المجتمع كله بالذهول وهو يسأل مليون سؤال عن أسباب ذلك.. والأمر واضح ويتمثل فى الحب الأعمى الذى يخفى كل العيوب فلا يرى الإنسان سلبيات شريك العمر لأنه يحبه جداً وكمان جداً!!
وعند المعاشرة اليومية وبعد انتهاء شهر العسل الذى يتحول إلى «بصل» يكتشف العاشق أنه قد أخذ مقلب عمره.. وأقول له معلهش يا حبيبى أنت المسؤول عما جرى لك لأنك لم تأخذ بالحكمة الذهبية التى تقول: «أحبب حبيبك هوناً ما» وحبك كان بجنون وصدق من قال: من الحب ما قتل.
وإذا انتقلنا إلى الكراهية نجدها تؤدى هى الأخرى إلى كوارث، وبدلاً من أن يتم الطلاق بشياكة ويأخذ كل ذى حق حقه، نجد أموراً عجباً مثل مطلق لا ينفق على أولاده أو زوجة تستولى على الأبناء وتحرم الأب منهم، فلا يراهم إلا فى مكان عام كل أسبوع مرة لعدة ساعات فقط، وكفاية عليه كده، ولمعلوماتك عدد المتضررين من هذا الموضوع أكثر من مليون مصرى وما يقرب من سبعة ملايين طفل، وسبب ذلك الكراهية المتأصلة بين الزوجين، فالبغض هنا شديد جداً وليس كما تقول الحكمة الرائعة: أبغض بغيضك هوناً ما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق