سألني صديقي الحائر عن رأيي في الرئيس الراحل أنور السادات في ذكري ما سمي بثورة التصحيح في 15 مايو سنة ١٧٩١ حيث نجح في الإطاحة بخصومه، واصبح حاكم مصر الفعلي دون منازع.وقبل أن أقول ما عندي بادرني إلي القول: ما جري في هذا اليوم مجرد صراع علي الكراسي: وثورة التصحيح مظلومة لا علاقة لها بهذا الموضوع.قلته له: لن أدخل في جدال معك.. لكني دعني اقول لك إنه كانت البداية لتغيير حقيقي في مسار مصر، والاتحاد الاشتراكي غير المأسوف عليه بدأت نهايته في هذا اليوم.قال صديقي الحائر: أراك معجبا بالسادات، وهذا أمر غريب فله بلاوي كثيرة، وانت شخصيا عارضته ودخلت السجن لأول مرة في عهده.قلت له: للرئيس الراحل ايجابيات كبيرة واخطاء فظيعة وفي رأيي انه افضل من سلفه عبدالناصر الذي انتهي حكمه بكارثة سنة ٧٦٩١ وفي عهده تعرض كثير من المصريين للظلم، ولايمكن مقارنته كذلك بخليفته مبارك وفي أواخر عهده برز التوريث لأول مرة مما أدي في النهاية إلي ثورة كبري أطاحت بالنظام الحاكم كله.وأضفت قائلا لصاحبي: من أهم ايجابيات السادات حرب اكتوبر المجيدة، وفيها تحقق نصر محدود هو الاول من نوعه في تاريخ العرب الحديث وكذلك القضاء علي الاتحاد الاشتراكي، وعودة الاحزاب من جديد والانفتاح الاقتصادي الذي تحول بعد ذلك الي سداح مداح لاضابط له ولا رابط. كان يمكن للسادات أن يدخل التاريخ من أوسع ابوابه لو اقام في مصر ديمقراطية حقيقية لكنه ارادها شكلية: ولذلك يستحق تقدير مقبول فقط مع انه كان في مقدوره الحصول علي امتياز او علي الاقل جيد جدا لكنه نجح بالعافية!! وهذا ينطبق ايضا علي ما فعله في حرب اكتوبر والانفتاح الاقتصادي فلايوجد امر يستحق عليه درجة عالية من النجاح.. اما غيره من الحكام المصريين فهم دون تقديرمقبول يعني اعمالهم لم تؤهلهم للنجاح، بل العكس هو الصحيح!! والحمدلله ان ثورتنا قضت علي هذا النوع من الحكم القائم علي الاستبداد أو بالروح والدم نفديك ياريس!!
رجل عز فيه الرجال واشهد الله انى احبك فى الله الاستاذ العزيز محمد عبد القدوس اعزك الله
ردحذف