ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 2 يونيو 2013

أولاد البلد - الوفد, وما أدراك ما الستينات؟

فى ذكرى الهزيمة سنة 1967م أتعجب من إصرار بعض الناصرية على أن فترة الستينات من القرن العشرين الميلادى اقترنت بالأمجاد!! وانتقدوا الرئيس محمد مرسى بشدة عندما قال فى احدى خطبه «وما أدراك ما الستينات»! بقصد أنها فترة كانت مليئة بالبلاوى! وهذا من وجهة نظرى كلام صحيح!
والبداية كانت تأميم الصحافة فى مايو سنة 1960م، وتلك مثلت كارثة كبرى لحرية الكلمة، وتحولت صاحبة الجلالة إلى خادم فى بلاط الحاكم يدافع عنه فى كل الأحوال! والغريب أن نرى الناصريين يتصدرون حالياً مشهد الذين يدافعون عن الصحافة وحريتها، وذلك أمر غير مفهوم لأن ناصر زعيمهم ضرب حرية الصحافة فى مقتل عندما وضع يديه عليها باسم الشعب!!
وفى سنة 1961 شهدت بلادى مصيبتين! الأولى كانت فرض الحراسة على العديد من الشركات وتأميم كبار أملاك الأثرياء فى مصر والاستيلاء على أموالهم، والعديد من هؤلاء كانوا شرفاء بنوا أنفسهم وبدأوا من الصفر، وكان ذلك فى يوليو من هذ العام ولم تمض بضعة شهور حتى حدث انقلاب عسكرى فى سوريا أطاح بالوحدة الهشة التى كانت قائمة بين البلدين فى 28 سبتمبر سنة 1961، ومع ذلك استمرت الجمهورية العربية المتحدة وهو اسم سخيف مفروض على بلادى، ولم يعد إلى مصر اسمها إلا بعد وفاة عبدالناصر.
وفى سنة 1965 شهدت بلادنا اعتقالات واسعة النطاق شملت آلاف الأشخاص بحجة وجود مؤامرة من جماعة الإخوان المسلمين ضد الحكم القائم، ورأينا تعذيباً بشعاً بالسجن الحربى والقلعة واستشهد الكثيرون تحت السياط، وبعدها كانت هناك محاكمات هزلية وقضايا ملفقة لمن تم القبض عليهم، كا تم اعتقال العديد من «الوفدين» عقب جنازة زعيم الوفد الكبير مصطفى النحاس ـ عليه ألف رحمة ـ فى مقدمتهم المرحوم فؤاد سراج الدين وغيره من قيادات الحزب العريق، ثم  كانت البلوى الكبرى التى تمثلت فى الهزيمة الساحقة على يد العدو الإسرائيلى فى يونيو سنة 1967، وهى نتيجة طبيعية للديكتاتورية الجاثمة على أنفاسنا!!
وإذا سألتنى عن أفضل فترة فى عهد «ناصر» لقلت لك على الفور إنها النصف الثانى من الخمسينات، وقد نجح زعيم مصر السابق فى إرساء دعائم الاستبداد سنة 1954 بعد القضاء على الأحزاب وفرض الرقابة على الصحف، وكان الإصلاح الزراعى النقطة الوحيدة المضيئة فى تلك الفترة، لكن مع قدوم سنة 1955 ميلادية بدأت مصر تشهد العديد من الانجازات مثل إرساء سياسة الحياد الإيجابى، وكسر احتكار السلاح، وتأميم قناة السويس، وخطة جادة لتصنيع مصر، والاهتمام بالثقافة والفنون وغير ذلك من الأعمال الكبيرة، ومن هنا ينبغى القول: وما أدراك ما النصف الثانى من الخمسينات حيث انها الفقرة الذهبية للثورة المصرية بدلاً  من «وما أدراك ما الستينات» التى كانت مليئة بالنكبات.. أليس كذلك؟
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق