ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأربعاء، 5 يونيو 2013

المصري اليوم-, انتصر على الهزيمة

تخرج فى كلية الاقتصاد بتقدير جيد جداً، من أوائل دفعته، وكان يحلم بالسفر إلى أمريكا، فهو ينتمى إلى أسرة عريقة تم وضعها تحت الحراسة سنة 1961، وشعر بأنه لم يعد له مكان فى مصر!
 فهو صاحب عقلية اقتصادية يحلم بالبيزنس، ومثله الأعلى والده، الذى كان من كبار رجال الأعمال قبل تأميمه، وفجأة طلبوه للتجنيد، وكان ذلك بعد هزيمة 1967، وتحطمت أحلامه فى السفر إلى الخارج، وانتقلت تلك الهزيمة التى منيت بها مصر إلى نفسه، فقد تحطم هو الآخر، خاصة بعدما فشل فى أن يكون «مجرد دفعة» يعنى جندى، حيث كان من الذين تم اختيارهم ليكون ضابطاً بالقوات المسلحة «وبالأمر كده ومفيش تفاهم»!!
ووجد نفسه فى دورة تدريبية طويلة تؤهله لذلك، ولأنه كان من المتفوقين، فقد اختاره الجيش ليعمل فى سلاح الدفاع الجوى، الذى تم إنشاؤه حديثاً. الجدير بالذكر أن طيران العدو صال وجال دون وجود مقاومة حقيقية له من المدفعية المضادة للطائرات، وكان ذلك من الأسباب الأساسية للهزيمة.
وازدادت كراهية هذا الشاب المتفوق لنظام عبدالناصر الذى قام بتأميم ممتلكات أسرته، واليوم يقضى على مستقبله كله، وذهب إلى عمله الجديد الإجبارى، والأسى يملأ نفسه، والابتسامة المشرقة التى كانت تطل من وجهه اختفت، ليحل محلها التجهم والعبوس، وكأنه فى عزاء دائم!!
وبعد فترة، نجح الحب فى التسلل إلى قلبه حتى امتلكه فى النهاية، وحبه لربه دفعه لأن يقبل الأمر الواقع، ويصبر صبراً جميلاً، وليس صبر الساخط على أوضاعه، الذى لا يجد مخرجاً فيصبر مكرهاً! وحبه لوطنه أنساه كراهيته لعبدالناصر، وبمرور الوقت أحب عمله الإجبارى بالقوات المسلحة، بل شعر بفخر وهو يعمل بالدفاع الجوى، فهو مع زملائه يسد ثغرة خطيرة كانت موجودة، وبهذه الروح الجديدة خاض حرب الاستنزاف، ثم معركة تحرير سيناء، وكان دوره بطولياً، فنال وساماً عسكرياً تقديراً لما قام به..
وخرج من الجيش بعد أكثر من ست سنوات قضاها فى الخدمة، وكان سعيداً وفخوراً بنفسه، ونسى فكرة الهجرة إلى أمريكا بعد الانفتاح الاقتصادى، الذى شهدته مصر، وبسرعة أقام العديد من المشروعات الناجحة، ونجح فى إعادة مجد أسرته فى البيزنس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق