قبل أيام رأيت فى بلادى إنجازا يحسب للنظام الذى يحكمنا، وأظنه لم يسبق له مثيل، ومع ذلك لم ينل أى اهتمام من أجهزة الإعلام التى تتربص بالثورة والرئيس، وهذا الإنجاز لا يستفيد منه عامة الناس، ولكنه يعطى المثل والقدوة فى أن مصر بدأت حكما جديدا يتميز بالنظافة والاستقامة.
وإذا سألتنى: ولماذا يا عمنا إصرارك على القول إن ما جرى لم يسبق له مثيل مع أنك تقول إن الشعب لم يشعر بثماره؟
والرد، إنها حقيقة بالفعل ولا أبالغ، وما أقصده هو ما أعلن عنه قبل أيام من أن وزارة المالية قررت أن تطرح فى المزاد العلنى 42 هدية تلقاها رئيس الوزراء وعدد من كبار المسئولين من زعماء الدول الأجنبية وشخصيات عربية ودولية، منذ أن تولى الرئيس الحكم فى 30 يونيو من العام الماضى، ويشمل ذلك تلك الهدايا التى قدمت إلى المسئولين من الضيوف الأجانب الذين زاروا مصر أو تلك التى تلقوها خلال زياراتهم للخارج، وأعتقد أن الأمر يخص كذلك رئاسة الجمهورية، فكل الهدايا التى تلقاها الرئيس ستطرح فى هذا المزاد، وعندما بحثت عن تفاصيل هذا المزاد الذى سيعلن عن موعده ومكانه خلال أيام –ويا رب يكون ذلك بسرعة- وجدت أن هناك أشياء ثمينة جدا سيتم بيعها ومنها ساعات من أرقى الماركات العالمية، بجانب عدد من السجاجيد الفاخرة، وسيف من الفضة الخالصة، بالإضافة إلى تليفونات محمولة على أحدث طراز وغير ذلك.
ومن هنا أقول لأنصار تمرد الذين يحاولون النيل من شرعية الرئيس المنتخب: قليل من الإنصاف، وإذا قارنت بين النظام الحالى والعهد البائد فسيتضح لك الفارق الكبير، فالرئيس المخلوع وأسرته وكبار المسئولين الذين كانوا يعملون معه أجبرتهم ثورتنا على رد هدايا بملايين الجنيهات إلى خزينة الدولة حصلوا عليها دون وجه حق! فهل يستوى الطيب مع الخبيث؟
ولأن بلادى اشتهرت بأنها بلد العجائب فقد رأينا أنصار مبارك والفساد وقد اجتمعوا مع من يزعمون أنهم ثوار للإطاحة بالنظام الذى أفرزته الثورة والدفع ببلادى نحو مستقبل مجهول! وشعب مصر لهم بالمرصاد، ولن يمكنهم من تحقيق هدفهم بإذن الله، وموعدنا معهم يوم 30 يونيو وقبلها كمان!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق