ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 23 يونيو 2013

أولاد البلد - الوفد, التفسير الوحيد لتعيين محافظ الأقصر المتشدد!

فوجئ الجميع بتعيين محافظ جديد للأقصر ينتمي إلي الجماعة الإسلامية المتهمة بمذبحة للسياح في تلك المدينة سنة 1997م ورأينا ثورة عارمة تجاه هذا القرار الخاطئ والغريب من نوعه! ثار أهل المدينة وحاصروا مبني المحافظة لمنع هذا الشخص من الدخول،
وقدم وزير السياحة استقالته واحتجت غرف السياحة وكل القيادات التي تمثل العاملين في هذا المجال علي هذا القرار، ونشروا إعلانا بالصحف ليقولوا للدنيا كلها نحن غاضبون، وما جري يمثل ضربة مميتة للسياحة، والعالم الخارجي قابل هذا الأمر بدهشة، وسارعت بعض الشركات الأجنبية إلي إلغاء رحلاتها إلي الأقصر احتجاجا ورفضا لما جري وخوفا من تصاعد الأحداث إلي الأسوأ.
ونظام الحكم في مصر عنده قدرة مدهشة علي خلق العداوات، وآراه بارعا في فن صناعة الأزمات من لا شيء فهو يخلق المشاكل لنفسه كما حدث في وزارة الثقافة حيث فتح الوزير الجديد النار علي الجميع ثم حركة تعيين المحافظين الأخيرة التي أثارت الغضب خاصة في الأقصر.
وكان يمكن للرئيس مرسي تعيين القيادي بالجماعة الإسلامية في الفيوم مثلا، أو في إحدي محافظات الصعيد حيث تتركز قوة الجماعة الإسلامية هناك مثل المنيا وسوهاج بعيدا عن الأقصر التي تتميز بطابعها السياحي العالمي!
وفي ظني أن هناك تفسيرا وحيدا لهذا الإجراء الذي قام به الرئيس وتتمثل في استجابته للمطلب الملح للجماعة الإسلامية في تعيين واحد من أبنائهم لقيادة تلك المحافظة السياحية.. ولكن لماذا إصرارهم علي الأقصر بالذات؟ هل في رغبتهم علي هدم السياحة علي رؤوس أهلها ووقف تدفق السياح وتحطيم التماثيل؟ أم أن العكس هو الصحيح تماما! فقد أرادت الجماعة الإسلامية أن تقول للعالم كله أفكارنا طرأ عليها تغيير جذري بعد المحنة الشديدة التي مرت بنا، والابتلاء الذي تعرضنا له، وها هو محافظ الأقصر الذي ينتمي إلي الجماعة الإسلامية يرحب بالسياح، ويقدم كل التسهيلات الممكنة للعاملين في هذا المجال، وبابه مفتوح لأي شكوي من أصحاب المشروعات السياحية والمحلات التي تتعامل مع السياح.
والرئيس مرسي في حاجة إلي دعم الجماعة الإسلامية في هذه الظروف التي يمر بها نظام حكمه خاصة أن حزب النور الحليف الآخر غير موثوق فيه من قبل النظام بالإضافة إلي أن معظم الأحزاب رفضت ترشيح أسماء تنتمي إليها في حركة المحافظين! لكن لم يخطر علي بال الجماعة الإسلامية أن الرأي العام لا يصدق حتي الآن أن أفكارهم طرأ عليها تغيير حقيقي، فلا يوجد ما يدل علي ذلك! ولذلك ثار العاملون بالسياحة، وهذا أمر متوقع وأنا معهم في ذلك وحضرة المحافظ المرفوض كان لبقا وتصرف بحكمة عندما قال: لن أدخل الأقصر إلا إذا وجدت ترحابا من أهلها.. يعني في المشمش!! ويا ريت يعلن استقالته تبقي ضربة معلم وستؤكد أنه رجل محترم ولا يتكالب علي المناصب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق