ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

ملخص السيرة الذاتية – محمد عبد القدوس

محمد عبد القدوس إحسان عبد القدوس كاتب وصحفي وأحد رموز ثورة يناير عام 2011 عضو فاعل في نقابة الصحفيين – استمرت عضويته في مجلس نقابة الصحفيين ...

الأحد، 9 يونيو 2013

جريدة الحرية و العدالة - تساؤلات, أنا الدولة

الاستبداد له مواصفات محددة، وأول ما يتميز به الحاكم الطاغية أنه يجمع كل السلطات فى يده، وتجد صوره فى كل مكان، وله الهيمنة والكلمة الأولى على كل الهيئات الأخرى التى يتشكل منها البلد المنكوب الذى يحكمه مثل البرلمان والقضاء، و«لويس الرابع عشر» قال كلمة رائعة فى هذا الصدد: «أنا الدولة». فى تعريف دقيق للاستبداد، وقد صدق، وفرنسا فى عهده كانت أقوى دولة أوروبية قبل أن تطيح الثورة الفرنسية بالنظام الملكى فى عهد حفيده.
ومن مواصفات الديكتاتورية أيضا أن الغالبية العظمى من الصحف والفضائيات خاضعة للسيد الرئيس بطريقة أو بأخرى وتسبّح بحمده، فإذا كانت هناك معارضة، فهذا أمر استثنائى يضع أصحابه فى ظل خطر محقق ويمكن أن يطاح بهم فى أى لحظة، وكما أخبرتك أمس فإن الرئيس لا بد أن يكتسح دوما كل انتخابات يخوضها بأصوات الأحياء والأموات معا!!
وإذا حصل على أقل من 90٪ فذلك يعتبر إهانة له، ولم يحدث هذا فى مصر منذ استيلاء الجيش على السلطة سنة 1952 حتى مجىء الرئيس محمد مرسى الذى فاز بنسبة 51٪ فقط. يعنى الديكتاتورية ظلت جاثمة على بلادنا لمدة ستين عاما إلا شهرا وأسبوعا، فالرئيس جاء بإرادة الثورة تولى منصبه فى 30 يونيو من العام الماضى وهو بالنسبة الضئيلة التى فاز بها فتح صفحة جديدة من تاريخ مصر، وأغلق أخرى امتدت آلاف السنين منذ إنشاء بلادى؛ حيث للحكام الكلمة الأولى فى معظم العصور، ومصر معروفة بأنها بلد الفراعنة!!
وبلادى مشهورة كذلك بأنها بلد العجائب، وبدلا من أن يتكاتف الجميع لإنجاح النظام الجديد نجد أن الكارهين للإخوان يعملون على الإطاحة بالرئيس، وأجهزة الإعلام تقوم بدور رائد فى هذا الأمر!! وغالبيتهم العظمى يتقاضون مبالغ طائلة، ويعيشون فى أمن وأمان بعكس الحال قبل الثورة، حيث كانت المعارضة الإعلامية استثنائية جدا، ولكنها اليوم لها الغلبة، فهل تعرف السبب؟ أقول لك وأنا أساعدك فى البحث عن الإجابة: إنها الثورة يا سيدى التى فتحت أبواب الحرية على مصراعيه، وبفضلها تغيرت الدنيا بالكامل، ومع ذلك لا يريد أعداء ثورتنا الاعتراف بتلك الحقيقة، بل يتهمون رئيسنا بأنه ديكتاتور.. عجائب!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق